دليل الباحث في البحث الاجتماعي عدنان مسلم آمال عبد الرحيم.pdf
مقدمة:
يمكن تعريف البحث الاجتماعي على أنه تحليل نظري وتطبيقي للعلاقات والتركيب الاجتماعي في مجتمعات مختلفة، ويتعامل الباحثون في هذا المجال مع موضوعات مثل السلوك الاجتماعي، والعلاقات الإنسانية، والحياة الاجتماعية وغيرها.
ويمكن للباحث في البحث الاجتماعي اتباع بعض الإرشادات والأدلة التي تؤدي إلى النتائج الدقيقة والموثوقة، ومن أهم هذه الأدلة:
1- تحديد الموضوع: يجب على الباحث تحديد موضوع البحث وتحديده بشكل دقيق وواضح.
2- جمع المعلومات: يجب على الباحث جمع المعلومات والبيانات المتعلقة بالموضوع من مصادر مختلفة مثل الدراسات والأبحاث السابقة والمقابلات الشخصية والاستبيانات وغيرها.
3- تحليل المعلومات: يجب على الباحث تحليل المعلومات وتفسيرها بطريقة منطقية ودقيقة.
4- الكتابة: يجب على الباحث كتابة تقرير أو بحث يوضح نتائج الدراسة وتحليلها بشكل دقيق.
5- التأكد من مصداقية البيانات: يجب على الباحث التأكد من صحة ومصداقية البيانات التي جمعها.
6- احترام حقوق المشاركين: يجب على الباحث احترام حقوق المشاركين في الدراسة وعدم نشر أي معلومات خاصة بدون موافقتهم.
7- استخدام الأساليب والتقنيات الإحصائية: يجب على الباحث استخدام الأساليب والتقنيات الإحصائية لتحليل البيانات وتفسيرها بشكل دقيق.
8- الالتزام بالأخلاقيات: يجب على الباحث الالتزام بالأخلاقيات المهنية في جميع مراحل البحث، وعدم التلاعب بالبيانات أو تزوير النتائج.
9- التحقق من صحة المصادر: يجب على الباحث التحقق من صحة المصادر التي يستخدمها في جمع المعلومات، والتأكد من أنها موثوقة وذات مصداقية عالية.
10- التحليل النقدي: يجب على الباحث أن يتبع التحليل النقدي للتأكد من دقة النتائج وتفسيراتها.
11- التواصل مع المجتمع العلمي: يجب على الباحث التواصل مع المجتمع العلمي في مجال البحث الاجتماعي، ونشر نتائج الدراسة في المؤتمرات العلمية والمجلات العلمية المعتمدة.
12- اختيار المنهج المناسب: يجب على الباحث اختيار المنهج المناسب للبحث وتحليل المعلومات، مثل المنهج الكمي أو المنهج النوعي.
13- تحديد الفرضيات: يجب على الباحث تحديد الفرضيات التي يريد فحصها في الدراسة، والعمل على إثباتها أو نفيها بشكل دقيق.
14- العمل ضمن فريق: يجب على الباحث العمل ضمن فريق من الباحثين لتحليل البيانات وتوظيف المختصين في مجالات مختلفة لتعزيز جودة البحث الاجتماعي.
15- الابتكار: يجب على الباحث الابتكار في الأساليب والتقنيات التي يستخدمها في البحث الاجتماعي لتحسين جودة النتائج وتطوير هذا المجال.
أولا: البحث الاجتماعي Social Research:
يتحـدر البحث الاجتماعي، بالرغم من كونه ظاهـرة خاصة بالعالم المعاصر، من التزاوج بين تقاليد قديمة أوروبية: تقاليد النظرية الاجتماعية التي تعود إلى ( أفلاطون) وتقاليد البحث التجريبي الذي ينتمي إلى القرن السابع عشر.
ففي اليونان، حيث نشأت النظرية الاجتماعية، كان كل ما يتعلق بالبحث الاجتماعي مجهولا، بالرغم من أن (أرسطو) جمع المعلومات حول الأنظمة السياسية للمدن اليونانية،
وحصل ( بوليب ) على بعض الاستيضاحات حول صعود الإمبراطورية الرومانية عن طريق سـؤال الشهود. ومع أن العصر الوسيط وعصر النهضة كانا غنيين بالنظرية فلم يتم
القيام بأي جمع منظم للأحداث الاجتماعية بهدف التفكير بها.
وقد اكتفى المنظرون الحديثون الأوائل إما بالأبحـاث في المكتبات وبمصادر الدرجة الثانية مثل (بودان) و(مونتسكيو) وإما بالتأكيد ، مثل (لـوك) و(روسو)، بأن المعارف الشائعـة كانت تكفي لتزويدهم بكل ما كانوا يرغبون في معرفته. مع ذلك، وجدت بعض الاستثناءات النادرة، فقد استعمل ( آدم سميث) الإحصاءات بكثرة في كتابه "ثروة الأمم". وجمع (مالتوس) كمية كبيرة من المعطيات الديموغرافية الوافدة من العالم كله ونشرهـا في الطبعات الأخيرة من كتابه "مقالة عـن السكان" من أجل دعم وجهة نظره.
دليل الباحث في البحث الاجتماعي ولقد أعلن (كونت) في أوج مجده، عزمه على عدم قراءة أي كتب إلا كتبه وكان يعد ذلك مـن ضرورات ( الوقاية الفكرية )، أما دراسة ( أنجلز ) حـول "وضع الطبقات العاملة في إنكلترا عام ١٨٤٤" فقد عدت بحثاً تجريبياً جديراً بالملاحظة، ولكنهـا بقيت وحيدة ودون ورثة في الأدب الماركسي.
أمـا ( توكفيل) فقد كان ملاحظـاً عبقرياً للمجتمع، لكن مناهجه كانت تلك التي يعتمدهـا الصحفي، و(سبنسر) الذي جمع وصنف مجموعـة وثائقية أثنوغرافية واسعة لم يقم بنفسه أبدأ بتحقيق ميداني.
أمـا المؤسسون الرئيسون لعلم الاجتماع الحديث فلم يلتزموا كلهم بالبحث التجريبي.
و(زيمل) مثلا لم يكن يعيره أي انتباه، وقد أوضح تحليلاته بالاستناد إلى أفكاره فقط. أما (بارتيو) و(فيبر) فقد كانا رجلين ذوي معرفة متفوقة. فـ ( بارتيو) كان لديه اطلاع خارق على الوثائق اليونانية، واللاتينية والعبرية، التي تعود إلى العهد القديم والعصر الوسيط.
وعلم (فيبر) التاريخي كان يشتمل على التفاصيل الأكثر دقة للتنظيم الاجتماعي لكل حضـارة أبقت بعض الشواهد المكتوبة, وكلاهما شجعا البحث الميداني، ولكنهما مارسا منه القليل.
واستنادا إلى ما سبق إن البحث الاجتماعي هو عملية تقصي الوقائع والظواهر والمشكلات الاجتماعية بطريقة منظمة، ويجيب البحث الاجتماعي عن التساؤلات التي يضعها الباحث منذ البداية، ويعتمد تصميمه وتنفيذه على قواعد المنهج العلمي وتطبيقها * دراسة مشكلة معينة.
